الأحد، 29 أبريل 2012

تقنيات من المستقبـــــــل

[ || ]
طباعة الأعضاء البشرية؟ النظارات العارضة للبيانات؟ الجواسيس الحشرية؟؟؟.. هي وغيرها تقنيات ليست من نسج خيال أحد، فهل كنت تتوقع أن نصل إلى مثل هذه التقنيات؟ هلموا نتعرف عليها سويّاً !

لو عدنا بالزمن عشرة سنين، أي إلى أوائل القرن الحادي والعشرين، وأخبرنا أنفسنا عما نراه الآن من تقنيات وأمور صارت أكثر من عادية لأي شخص منا، فكيف ستكون ردة فعلنا؟ حتى نوفر على أنفسنا تفويت ردة فعل مماثلة دعونا نبحر إلى  المستقبل سوياً ونرى ماذا تخفي عنا السنين القادمة في :

العام 2012 :
- الحواسب الاستثنائية فائقة المحمولية (UltraBooks)

وهي الحواسب التي تعتمد على تقليل الحجم والوزن قدر الإمكان وتقليل استهلاك الطاقة وزيادة كفاءة البطاريات قدر الإمكان مع الحفاظ على أداء جيد، حيث تحوي معالجات مركزية منخفضة استهلاك الطاقة ومعالجات إظهار مدمجة إلى جانب الحلول التخزينية المعتمدة على أقراص الحالة الصلبة SSD، يحتضنها هيكل مصمم ليستوعب بطاريات بحجوم كبيرة نسبياً.
حسب القول المأثور"الذي ليس له قديم ليس له جديد" فإن ظهور مثل هذا الحواسب ليس مفاجأة بل تم التمهيد له على مدى السنتين الماضيتين،  حيث لا نستطيع أن نتجاهل مدى التطوير الحاصل في قطاع الحواسب اللوحية Tablet PC، ومدى الخطر الذي تشكله على الحواسب العادية ذات الشاشات المصمتة غير القابلة للمس، سواء بسبب أوزانها الخفيفة ومحموليتها الفائقة أو بأزمنة الاستجابة الاستثنائية الخاصة بها، ولكن عدم انتشارها يعود بشكل رئيس إلى سعرها المرتفع.
إلا أن هذا الواقع سيتغير في العام 2012 وستصبح الحواسب اللوحية لأول مرة متوفرة بأسعار أقل من 1000$، بوزنها الذي لا يتعدى الكيلوغرام ونصف، وسماكتها التي لا تتعدى الـ2.5 سنتيميتر، وأقراصها الصلبة المعتمدة على تقنية الفلاش في التخزين Flash-Based Disks والتي لا تحوي أي أجزاء متحركة، فمن المتوقع أن تفرض نفسها بكل قوة في السوق المحمولة حاملة معها التجربة الحاسوبية إلى مناطق لم يصل لها الحاسب المحمول حتى الآن .
 العام 2013:
- ثورة الورق الإلكتروني :

العديد من الأشخاص سمعوا أو قرأوا عن هذا الورق الإلكتروني الذي سيكون بديلاً للورق والحبر التقليدي، إلا أنه ليس إلا حكراً على مجالات ضيقة من التطبيقات مثل قارئات الكتب الإلكترونية e-readers كـKindle حتى الآن ... ولكن هذا الأمر ليس مرضيّاً للباحثين الذين يتوقون إلى نشر هذه التقنية الخلّاقة .
ليس هذا فقط، بل سيشهد العالم دمجاً كاملاً لملفات الفيديو كاملة الألوان في الورق الإلكتروني، وكما أسلفنا فإنه مع هبوط أسعار الحواسب اللوحية ستزول العوائق التي تقف حائلاً في وجه انتشاره، لنعرف أشكالاً غير مسبوقة للصحف والمجلات التقليدية تسمح للقارىء تحكماً أكبر بكثير بمصادر معلوماته من التحكم المتوفر الآن ... أضف على ذلك انتفاء الحاجة إلى إتلاف كميات كبيرة من الورق أو إعادة تدويره مما ينعكس حفاظاً على البيئة وأشجارها التي هي أهم مصادر صناعة الورق كما نعلم.
إذا أردت أن ترى الورق الإلكتروني بعينك فيمكنك مشاهدة الفيديو التالي:

نذكر أن الورق الإلكتروني ذو الحبر الإلكتروني هو تقنية عرض مصممة بشكل أساسي لتحاكي المظهر الذي ينتج عن الحبر العادي على الورق، وهي ليست بالتقنية
الجديدة إذا لها ما يقارب اثنان وأربعين سنة مذ أن ولدت في العام 1970 من رحم مركز أبحاث زيروكس بالو آلتو (Xerox PARC)، وقد حيكت حوله التوقعات التي وصلت إلى حدود اليقين بأنه سيغير واقع قراءاتنا وكتاباتنا وحتى دراساتنا، بقدرته على حمل مكتبات بكاملها على شرائح صغيرة وطريقة عرض المحتويات المريحة المألوفة الحميمية لمعظمنا؛ ولو أردنا أن نذهب أبعد من ذلك فإنه يمكن صناعة عدسات النظارات من هذا الورق الإلكتروني (فهو شفاف) وفي حال أراد حامل النظارة قراءة كتاب ما أو مشاهدة فيديو ما فيستطيع ذلك بكل سهولة.
يمتاز الورق الإلكتروني بأنه لا يصدر أي ضوء (فلا وجود لإضاءة خلفيه فيه( بل يعتمد على عكس الضوء القادم إليه أصلاً، تماماً كما يفعل الورق العادي، ويستطيع الاحتفاظ بالصور والنصوص الثابتة غير المتحركة دون الحاجة لأي تغذية كهربائية، وأما الورق المرن منه فيحتاج إلى تغذية كهربائية تكاد لا تذكر، ويقدم إمكانية تغيير محتواه فيما بعد، ولما كانت تقنية العرض فيه لا تعتمد على تحديث الصورة المعروضة لعدة مرات في كل ثانية (وهذا ما تعتمد عليه الشاشات في العرض كالشاشة التي تنظر إليها الآن) فإن القراءة من الورق الإلكتروني تفوق راحةً القراءة من الشاشات الأخرى، ناهيك عن قدرة هذا الورق على عرض محتوياته حتى تحت ضوء الشمس المباشر (إن كان أحد منكم قد تابع فيلم هاري بوتر ورأى جريدته المتحركة وهو يظن في نفسه أنها أحد الخدع السحرية الخيالية لذلك الفيلم، فأقول له أن كل ما في
الأمرهو كون هاري بوتر سباقاً إلى الورق الإلكتروني لا أكثر، فلا سحر ولا خيال علمي في تلك الجريدة ذات المحتوى المتحرك).. وختاماً إن كل هذه المعطيات تشير إلى ثورة سيحدثها انتشار هذه التقنية تشابه في زخمها ثورة طباعة الصحف في القرن الخامس عشر.

- خدمات الاتصالات 4G :

الـ4G أو جيل الاتصالات اللاسلكية الرابع سيصبح هو المعيار السائد في شبكات اتصالات الهاتف الخلوي، وهذا يعني بشكل أساسي أن الهاتف المحمول سيصبح قادراً على تحميل البيانات بسرعات تنافس سرعات الحواسب، حيث سيحدث هذا الأمر مستويات سرعة متألقة في شبكات الهواتف الخلوية تضاهي سرعات الحزم العريضة Broadband سواء في تشغيل الفيديو عبر الإنترنت أو في تصفح الويب.. باختصار سنكون في عصر اتصالات يمكن وصفه بأنه عصر الواي-فاي العالمي !
 العام 2014:
- حجوم مهولة لبطاقات الذاكرة SD :

مهولة لدرجة تصل فيها سعة هذه البطاقات إلى 1 تيرابايت! قد يقول قائل أن مثل هذا الحجم لا طائل منه خاصة أن مجالات استخدام مثل هذه البطاقات لا تعدو الهواتف النقالة والكاميرات الرقمية ... ولكن من كان منا يرى في العام 2000 أن بطاقات الـSD ستصل إلى حجوم مثل 8 غيغابايت وستكون سعة ضرورية وليست بلا فائدة ؟ هذا الأمر نفسه يحدث من جديد وقانون مور ينبئنا بأن سعات تلك البطاقات ستصل إلى مثل هذه المستويات في العام 2014 
العام 2015:
- الطباعة ثلاثية الأبعاد :

فيما يخص
الطباعة ثلاثية الأبعاد فلا أعلم حقيقة إن كان من السليم والوافي وصفها بأنها عملية طباعة، لأنها عملية تصنيع أغراض ثلاثية الأبعاد اعتماداً على وصف هذه الأغراض بملفات توصيف رقمية (مثلاً ملف تصميم ثلاثي الأبعاد) باستخدام طابعات تشبه في آلية عملها طابعات الحبر والورق العادي، ذلك أن هذا الغرض يتم طباعته على ذرات بودرة خاصة بشكل سطوح متتابعة لينتج في النهاية غرضاً مماثلاً للغرض الأصلي!
لسنا نقول أن مثل هذه التقنية غير مطبقة حالياً، فهي مطبقة في البنوك ذات الحسابات البنكية فائقة الحجوم، وفي مجالات عديدة كالمجالات التعليمية والمعمارية ومجالات الصاغة وصناعة الأحذية والهندسة المدنية وغيرها، ولكن الجديد في الأمر تطبيق هذه التقنية على المستوى الشخصي، فالطباعة بالأبعاد الثلاثة سيصبح أمراً تقليدياً في المنازل والمدارس  ... تخيل مثلاً أن مدرساً يريد أن يقدم درساً طبيّاً عن سبب مصرع توت عنخ آمون الملك المصري الفتى، جل ما يستطيع أن يفعله عرض فيديو أو صور لهذا الملك في سياق محاضرته، ولكن هذا كان قبل الطباعة ثلاثية الأبعاد، فمعها سيكون قادراً على "طباعة" الملك نفسه وبالأبعاد الطبيعية ومعاينته بشكل مباشر دون الإضرار بالمومياء الأصلية ! تخيل أيضاً الفوائد الهائلة لهذه التقنية، والتي تمتاز بأن الأغراض الناتجة مكافئة تقريباً من الناحية الوظيفية للأغراض الأصل، فلو
طبعت مكعب روبيك rubik's cube فسوف تكون قادراً على تحريكه واللعب به، وحتى أوضح لك كم هي تقنية مهولة فإنني أردف أنه يمكن الآن بوساطتها طباعة أعضاء بشرية عاملة وظيفياً (قلب، أسنان، عظام...) وزراعتها في جسم الإنسان ، وفي العام 2015 يتوقع أن تصبح هذه التقنية متوفرة على المستوى الشخصي ..ولا تعليق!
إذا أردت أن تعاين هذه التقنية يمكنك النقر على رابط الفيديو، حيث سترى كيفية "طباعة" مفتاح "رنش" واقعي لينتج لدينا نموذج مكون من ذرات بودرة خاصة،
وهذا النموذج الناتج ليس مجرد هيكل للغرض الواقعي بل هو فعال وظيفياً أي أنه قابل للاستخدام :

 العام 2018:
- تقنية ذروة الضوء Light-Peak :

الخلف المتوقع للمنفذ USB3.0، حيث يقدم سرعات نقل تصل إلى الضعف مبدأياً، ففي حال كان الـUSB3.0 يقدم سرعات تتراوح من 4غيغابت - 5غيغابت في الثانية (512ميغابايت - 640ميغابايت في الثانية الواحدة)، فإن تقنية ذروة الضوء تصل في حدود سرعاتها القياسية إلى 10غيغابت في الثانية (أي 1.25 غيغابايت في الثانية) وهي سرعة كافية لنقل فلم بجودة Blu-ray خلال 30ثانية أو أقل! هذا وإنه من المتوقع أن تصل في سرعاتها في العشرة سنين اللاحقة إلى 100غيغابت في الثانية (12.5 غيابايت في الثانية !(
فعلاً نهج فائق الروعة في نقل البيانات يسمح بنقل أقراص صلبة برمّتها في غضون ثواني ... (حيث ستكون السعة الشائعة للقرص الصلب في وقته حوالي 2 تيرابايت (

- الجواسيس الحشرات :

نعم حشرات روبوتية تعمل كجواسيس تستعمل للأغراض العسكرية ... وفي كل مضمار أيضاً (جواً، برّاً، بحراً) !!! يؤسفنا القول أن مبيد الحشرات العادي لن يفي بالغرض، فهل سنقلق على خصوصياتنا من الذباب والصراصير عندئذ؟ أمر مزعج بالفعل !
 العام 2019 :
- الحاسب المتوسط القدرة سيكون بقوة الدماغ البشري :

لأول مرة يصل الحاسب العادي إلى مستوى الدماغ البشري (وفقاً لـRay Kurzweil وقانون Accelerating Returns والذي يحتاج إلى مقال منفرد قائم بذاته(.. ولكن بمعنى آخر سيفضي ذلك إلى قدرات حسابية متزايدة بشكل أسي لم نر لها مثيلاً من قبل ...

Web 3.0

في حال اعتبرنا أن الويب 1.0 بُني على مفهوم الروابط الفائقة Hyperlinks كمجموعة من المستندات ... والويب 2.0 على التشارك الاجتماعي لهذه الروابط وتضمين قوة قواعد البيانات في تطبيقات الويب .. فإن الويب 3.0 سيعتمد على المعلومات ذات المصادر الاجتماعية المدعومة من قبل خوارزميات عالية المستوى وسيصبح الحاسب قادراً على فهم ما يعرضه بدلاً من الاكتفاء بعرضه فحسب، وهو ما يدعى بالويب الدلالي Semantic، حيث سيتيح إمكانية إجراء عمليات بحث معقدة جداً بيسر، حيث ستكون عملية بحث واحدة تعوض عن عدة عمليات بحث من التي نقوم بها في الوقت الراهن. ليس هذا فقط، بل سيصبح متصفح الويب أشبه بشخص مساعد سيتعلم عنك أكثر وأكثر مع تصفحك الإنترنت ليفهمك أكثر ويلبي حاجاتك بشكل أكفأ، ويفتح أمامك الآفاق لتسأل أسئلة مفتوحة من قبيل:
(أين تنصحني أن أتعشى الليلة؟؟)
فيقوم بإعطائك الإجابة الفضلى اعتماداً على ما يعرفه عنك من اهتمامات آخذاً بالحسبان حتى أموراً أُخرى كمكانك الجغرافي
!مثل هذا الويب (الذي انبثق من ذهن تيم بيرنيرز لي) موجود حالياً ولكننا لم نر كامل قدراته بعد ...
ختاماً أدعوكم لكي تعدّوا العدّة لولادة عصر جديد ذو قدرات تواصل واتصال لا نظير لها حتى اليوم، مبنياً على الشبكات الاجتماعية وقوتها، سواء الحقيقية منها أو
الافتراضية، تلك التي شاركنا في بنائها أنا وأنت، وتشاركنا عبرها بأفكار كانت ستبقى دفينة دون جدوى

لا تعليق

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة